المؤهل مجرد بطاقة ... والمهارة بصمة فكر !؟
من غير المفيد بل من العبث طرح السؤال على عواهنه أيهما أهم : الدرجة العلمية ( الشهادة ) أم المهارة ؟ إذ لا يُمكن ترجيح أو تفضيل أحدهما على الأُخر بوصفهما مُكملان ومُتممان لبعضهما ( أو هذا ما ينبغي ) واستطراداً فلكل منهما فعاليته وحيزه ومُحفزاته لا بل وتوقيته إن جاز التعبير ولمزيد من الإيضاح : المؤهل العلمي تتجلى أهميته أكثر ما تتجلى بوصفه هوية الفرد المهنية وإن شئت (جواز سفره) الذي يُخوله للعمل بهذا القطاع أو ذاك فهو إن صح الوصف المُعّرف الأول للشخصية في إطار منظرمة العمل ليس إلا ! .
أما المهارة فهي " الفكر" وملكة القدرات التي تُترجم إلى عطاء إبداعي مُميز ومُبتكر وبكلمة أدق : (عطاء فوق العادة) تجدر الإشارة أنه ليس من يملك درجة علمية عالية بالضرورة يملك مهارة وفي المقابل ليس من يفتقر للمؤهل العلمى العالي تعوزه المهارة .. ما يهمنا في هذا السياق ليس المقارنة بين (المؤهل العلمي ، المهارة ) بقدر ما يهمنا كيف نُنمي المهارة ونُذكيها أو أقله لا نجهضها من حيث ندري أو لا نُدرك .
من جديد : لا يمكن بحال التقليل من أهمية التأهيل العلمي لكن يجب ألا يجعلنا نغفل أهمية المهارة ويحجب أنظارنا عن أصحاب المهارات لكونهم أحد أهم أركان ومعاول الإبتكار وروافد عجلة التطويرالمُستدام في شتى المجالات والمناحي سيما ونحن ماضون قُدماً على سكة قاطرة (٢٠٣٠) والتى تحتاج من جملة ما تحتاج إلى مُفكرين مُبدعين وبمقتضاه وتحقيقا لهذا المُعطي النوعي علينا أن نبدأ أول ما نبدأ بالتصدي لكل مدير بل (وإزاحته إذا لزم الأمر) يعمد لعرقلة أصحاب المهارات أو لا يُحسن التعامل مع هذه الفئة الطلائعية الواعدة .
نخّلص : المؤهل العلمي مجرد (بطاقة تعريفية ) قابلة لإنتهاء صلاحيتها أو ربما تلفها في حال لم تُذكى وتُفعل ... أما المهارة فهي (بصمة راسخة ) عائدها لا ينضب مع مرور الزمن.
لا يوجد تعليقات